لقب ملك مصر والسودان
تم إعلان إنتهاء الحماية البريطانية على مصر إثر تصريح 28 فبراير 1922 فتحولت مصر إلى مملكة .. وتم وضع أول دستور للبلاد عام 1923 على إثر ذلك الإستقلال وعلى الرغم من إنهاء الحماية فقد احتفظت بريطانيا بأربع ميزات :
- حق إنجلترا في تأمين مواصلات امبراطوريتها في مصر
- حق إنجلترا في الدفاع عن مصر ضد أي اعتداء أو تدخل اجنبى
- حماية المصالح الاجنبيه والاقليات
- حق إنجلترا في التصرف في السودان
وضع السودان الخاص في قرار إنهاء الحماية البريطانية على مصر لم يسمح بتلقيب الملك فؤاد بلقب ملك مصر والسودان إذ وضع نص صريح في الدستور في باب الأحكام الإنتقالية يوضح إن لقب الملك فؤاد يتحدد حسبما ينتهى الإنجليز من تقرير وضع السودان بعدها تلقب بحضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الاول - ملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور و دخلت الحكومات المصرية المتعاقبة في مفاوضات مع بريطانيا من أجل الجلاء فبمقتضى الإمتيازات السابقة كان الجيش البريطانى موجودا في العديد من أنحاء مصر والسودان في عام 1936 وقعت مصر معاهدة الصداقة مع بريطانيا وتضمنت بنودها قصر وجود الجيش البريطانى على منطقة القناة فقط مع تقليص عدد الجنود إلى 10.000 جندى وكذا حق الجيش البريطانى في الطيران فوق منطقة القناة وكذلك حق مصر في إنشاء جيش نظامى (وكان الجيش المصري قد تم تسريحه عام 1882 بقرار من الخديوى توفيق إثر الإحتلال البريطانى لمصر) نصت الإتفاقية أيضا على أن يتم مراجعة هذه الوضع بعد 20 سنة لبيان مدى قدرة الجيش المصري على الحفاظ على سلامة الملاحة في قناة السويس كما تضمنت المعاهدة بندا يقضى بإرجاع الجيش المصري للسودان والاعتراف بالإدارة المشتركة مع بريطانيا.. وأعطت المعاهدة الحق لمصر في المطالبة بإلغاء الامتيازات الأجنبية وحريتها في عقد المعاهدات السياسة مع الدول الأجنبية وإلغاء تصريح 28 فبراير بتحفظاته الأربعة وتبادل السفراء مع بريطانيا العظمى , و بعد وفاة الملك فؤاد في عام ١٩٣٦ تولى الملك فاروق عرش مصر .. وكان لقبة حين تولى العرش ملك مصر وصاحب السودان وكردفان ودارفور وليس ملك مصر والسودان أدت الحرب العاليمة الثانية إلى تأخير تنفيذ بنود معاهدة 36 , وبعد إنتهائها بدأت القوات الإنجليزية في الإنسحاب إلى مدن القناة بموجب الإتفاقية , وكان شاغل الحكومات المصرية آنذاك تحقيق الجلاء التام الغير مشروط فدخلت في سلسلة أخرى من المفاوضات بهدف تعديل بنود معاهدة 1936 وإضافة تحسينات إلى المكاسب التى حققتها إلا أن المفاوضات فشلت إثر تمسك بريطانيا بإعطاء السودان حق تقرير المصير مقابل الجلاء عن مصر مما دفع حكومة مصطفى للنحاس باشا والبرلمان إلى إلغاء معاهدة 1936 في 15 أكتوبر 1951 , و على أثر هذا الإلغاء تم إعلان حالة الكفاح المسلح ضد قوات الجيش البريطانى الموجودة في القناة .. كما تم ضم السودان إلى السيادة المصرية وتلقيب الملك فاروق "ملك مصر والسودان" لم تعترف العديد من دول العالم بهذا اللقب وأشتعلت نيران الصراع مع إنجلترا ثم تصاعدث الأحداث داخليا إذ دخلت مصر بعد هذا الإعلان في موجة من الفوضى العارمة "مجهولة الفاعل" من فتنة طائفية إلى حرائق إلى مظاهرات إلى حظر تجوال وأحكام عرفية ثم تطورت الأحداث وبلغت ذروتها فقامت حركة الضباط الأحرار في 26 يوليو بتوجيه إنذار للملك فاروق تطلب منه مغادرة البلاد والتنازل عن عرشه لولى العهد الأمير أحمد فؤاد فسقط حكم الوفد والملك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق