الاثنين، 16 مارس 2015

رسالة من فتاة إماراتية إلى بوش .. ما شفت أجرأ منها

رسالة من فتاة إماراتية إلى بوش .. ما شفت أجرأ منها
البنت اسمها ميرة  .. وهي من أهلي وطرشت لبوش رسالة جريئة

هاذي هي الرسالة :

رسالة مفتوحة الى بوش من فتاة إماراتيه

يمكن اعادة اعمار لبنان وسيعاد اعماره، لكن لا يمكن اعادة القتلى الى الحياة. ولن ينسى الضحايا ابدا هذا العدوان. سوف ينتقمون تماما كما فعلت انت بعد 11 ايلول.

الرئيس بوش،

اصبح من الصعب جدا منحك منفعة الشك حيال ما يجري في لبنان لانك لم تترك مجالا للشك في عقولنا. نحن واثقون الان – تماما كما كان عدد كبير منا واثقا منذ البداية – من ان سياستك الخارجية منحازة كليا لاسرائيل، ولم تبذل اي جهد لاخفاء هذا الواقع. وبدافع الفضول، اسألك: هل تعد هذه السياسة ايضا في تل أبيب؟

يحق لك، سيد بوش، ان تختار دعم اســرائــيل تمامــا كمــا يحق لنا نحن في العالمين العربي والاسلامي ان نختار دعم لبنان. تصر على انه يحق لاسرائيل الدفاع عن نفسها. لكنني اظن ان الدفاع عن النفس حق كوني ليس حكرا على اسرائيل وحدها.

قيل في وصف واضح لمجزرة اسرائيلية اخرى بحق الابرياء في لبنان "لم ترو مجزرة قانا الاولى ظمأ الاسرائيليين الى الدم". فقد لقي 57 مدنيا اعزل حتفهم في غارة جوية اسرائيلية على قانا، 37 منهم اطفال.

ربما لا تهمك هذه الارقام، سيد بوش، فهي مجرد ارقام عن عدد القتلى اللبنانيين الذين لا اسماء لهم بالنسبة اليك. لكنها مهمة لاكثر من مليوني عربي في الشرق الاوسط. استعير من رئيسنا الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قوله عام 1973 "ليس النفط العربي اغلى من الدم العربي". لكن يبدو ان النفط العراقي اغلى من الدم الاميركي. يسرني نوعا ما ان اتوصل الى هذا الاستنتاج. على الاقل ليست هناك عنصرية ضد مجموعة معينة من الناس. الجميع مشروع تضحية من اجل تأمين المصالح الاميركية حتى ولو عنى ذلك التضحية ببلد بكامله.

لا، سيد بوش، لن نقبل ولن نسمح بالتضحية بالمزيد من المدنيين اللبنانيين. كان يجب تطبيق وقف لاطلاق النار قبل اسبوعين. هل كان من الضروري ان يموت 37 طفلا قبل ان تقرر ان الوقت حان لوقف اطلاق النار؟ كم يجب ان يموت بعد، سيد بوش، قبل ان تقرر وقف ارسال تلك الاسلحة الفتاكة الى اسرائيل؟ ربما يمكننا تحمل تضحية تضع حدا نهائيا لسخائك تجاه اسرائيل.

نحلم بشرق اوسط جديد، غير "الشرق الاوسط الجديد" الذي تخطط له في مكتبك البيضاوي. انه الشرق الاوسط الجديد الذي تحلم به شعوبه، شرق اوسط بدون عنف وبدون اسلحة اميركية الصنع لتغذية ذلك العنف. انه حلم يحق لنا وحدنا، نحن الشرق الاوسطيين، ان نحلم به ونحوله حقيقة. ثمة قول عربي شائع "يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته".

دعني افسره لك سيد بوش: وصلت صواريخك الذكية الى تل ابيب، وستسقط "بذكاء" على القرى اللبنانية فتقتل المئات وتهجر الآلاف (وقد شهدنا على الاستهداف "الذكي" الاول في قانا). لكنك استطعت "بكل حنو" ان ترسل في الوقت نفسه مساعدات الى بيروت ومؤنا لآلاف الاشخاص الذين يتأثرون مباشرة وبطريقة مهلكة بدعمك الشفهي والمعنوي والعسكري لاسرائيل.

رجاء ان تضع اعلاما اميركية في المساعدات التي تشحنها الى بيروت، فلا بد من انهم احرقوا كل الاعلام الاميركية التي يملكونها.

سيد بوش، يمكن اعادة اعمار لبنان وسيعاد اعماره، لكن لا يمكن اعادة القتلى الى الحياة. لقد خسرت صدقيتك وصدقيّة حكومتك، ولا يمكن استردادها تماما كأرواح اولئك الابرياء الذين خسروا حياتهم. لكن الناس لن ينسوا ولن يديروا الخد الآخر بل سينتقمون تماما كما اخترت انت ان تنتقم بعد 11 ايلول. والانتقام قيمة روجتها بنجاح عبر ممارستها باستمرار.

ولدت بعد وقت طويل من انهيار الامبراطورية البريطانية ولم يتسن لي ان اشهد عليه لكنني ولدت في الوقت المناسب لأشهد على تداعي الامبراطورية الاميركية.

سيد بوش، لا شك في ان التاريخ سيذكرك بأنك الشخص الذي عجل هذا السقوط.

من دون احترام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق